"اختباء" البغدادي في دولة إفريقية هل يستنفر الاستخبارات المغربية؟ - Home News

"اختباء" البغدادي في دولة إفريقية هل يستنفر الاستخبارات المغربية؟

رغم اختفائه عن الأنظار منذ أشهر، خاصة بعد الاندحار العسكري لـ"داعش" في العراق وسوريا، إلا أن تقارير إعلامية غربية اقتفت آثار زعيم التنظيم الإرهابي، أبو بكر البغدادي، الذي قالت إنه فرّ من بلاد الرافدين، ويتواجد حالياً في إحدى الدول الإفريقية، بعدما نجا من موت وشيك بسبب اتصال عبر جهاز اللاسلكي.
وتطرح إمكانية هروب البغدادي إلى مخبأ فوق تراب إحدى الدول الإفريقية، خاصة في منطقة الصحراء الكبرى وشمالي تشاد أو الحدود الجزائرية والنيجر أو بوركينا فاسو وكوت ديفوار ونيجيريا، قضية التأهب الأمني والاستخباراتي على مستوى هذه البلدان وجيرانها، خاصة المغرب، الذي يتوفر على خبرة متقدمة في مكافحة الإرهاب، باتت مطلوبة من قبل عدد من البلدان في إفريقيا وأوروبا.
ورغم عدم إعلان أي تحرك من لدن الدول الإفريقية المعنية باحتمال اختباء البغدادي فوق أرضها، وفقا للتقارير الغربية في مختلف وسائل الإعلام، إلا أن التنسيق الأمني يبقى حاضرا بقوة، في وقت يبقى المغرب حاضرا بقوة في هذا المجال بين مختلف دول المنطقة، إذ مدت المملكة عدة جسور تعاون مع جميع دول، سواء دول شمال الحوض المتوسط أو دول الساحل الإفريقي؛ فيما تبقى الجارة الجزائر بمثابة نقطة سوداء في هذا التعاون، وفق ما صرح به عبد الحق الخيام، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، في أكثر من مناسبة.
صحيفة "ذا صان" البريطانية توقفت في تقرير لها عند تأكيد شواهد هروب البغدادي إلى مخبأ غير معروف حاليا في إفريقيا، مشيرة، وهي تستند إلى رأي خبير أمني عراقي يدعى هشام الهاشمي، إلى أن قيادي "داعش" "بات الزعيم الوحيد الذي ما زال على قيد الحياة بعدما تمت تصفية كل قادة التنظيم الإرهابي".
وأوضح المتحدث أن من بين 43 قياديا داعشيا رئيسيا قتلوا "فإن البغدادي هو المتبقي الوحيد"، مبينا كيف أن تكتيك "داعش" يقوم على تغيير 124 قياديا من المستوى المتوسط لأدوارهم ومواقعهم باستمرار كل ستة أشهر، "إما لأنهم يقتلون أو يتم تغييرهم"، ليؤكد أن البغدادي فعلا متواجد فوق الأراضي الإفريقية، "حيث يأمل في إحياء دولته المزعومة".
وكالة "سبوتنيك" الروسية نقلت دراسة أجرتها مؤسسة "إن إس آس"، تشير إلى أن بعض الدول الإفريقية قد تعاني من تواجد بقايا "داعش" خلال الفترة المقبلة، منها بوركينا فاسو وساحل العاج ونيجيريا؛ على أن هناك قاسما مشتركا بين هذه الدول، يتمثل في "مزيج من نقاط الضعف في كل مفاصل الدولة والمجتمع"، تظهر هشاشة بنية المجتمعات والدول، "وتساهم بشكل عام في ظهور المنطقة بالضعف التام"، وفق الدراسة.
ورجح المصدر ذاته، مستندا إلى رأي خبراء في الجماعات الإسلامية، أن كل الدلائل والمعطيات تشير إلى تواجد البغدادي في أفريقيا، وذلك باعتبارها "المكان الآمن في الوقت الراهن للتنظيم الإرهابي"، موردة رأي القيادي السابق في الجماعة الإسلامية ناجح إبراهيم، الذي قال إن هناك بعض الأماكن يرجح وجود البغدادي فيها حاليا، "وهي منطقة الصحراء الكبرى وشمالي تشاد أو الحدود الجزائرية والنيجر".
ووفقا لإبراهيم فإن تلك الأماكن تعد ملاذا آمنا في الوقت الراهن للبغدادي، "لكونها تعاني من الضعف الأمني ولأنها تعد مساحات جبلية مفتوحة يمكن الاختباء بها لفترة طويلة"، بجانب أنها فضاء يتيح تجنيد عناصر من تلك الدول التي تعاني من الصراعات والفقر، مشيرا إلى أن تواجده في أفريقيا "سيعطيه فرصة لجذب عناصر بأعداد كبير من المرتزقة أو الموالين لأفكاره".
وفيما أشار سامح عيد، الخبير في شؤون الجماعات الجهادية في مصر، إلى أن البغدادي قد يطل بتسجيل صوتي أو مرئي في الفترة المقبلة "ليثبت أنه على قيد الحياة وللتأكيد على أن التنظيم لم ينته بعد"، أكد بدوره تواجد زعيم "داعش" في أفريقيا؛ على أن القارة السمراء "هي المعركة الكبرى التي يسعى لها التنظيم من أجل دخول مصر كما قال في العدد من إصداراته السابقة".
وفي تحقيق لصحيفة "الغارديان" البريطانية، أماطت اللثام عما وصفته بـ"الثواني الـ45 التي كادت تقضي على أبي بكر البغدادي"، مشيرة إلى أن الأخير كاد يقتل في نونبر الماضي، حين كان يحرض مقاتليه من قرية بين الموصل وتلعفر، "حيث تحدث لمدة 45 ثانية على الجهاز اللاسلكي"، وتمكنت أجهزة الاستخبارات من تمييز صوته، "إلا أن حراسه نزعوا منه اللاسلكي ونقلوه إلى مكان آخر".
ويورد التحقيق المذكور أن وكالات الاستخبارات العراقية والأوربية استطاعت تحديد مكان الزعيم الداعشي ثلاث مرات منذ سنة ونصف الماضية، إلا أنه تمكن من الهروب بسبب سوء التنسيق وعدم وجود الوقت الكافي، مشيرا إلى أن السلطات الأمنية الكردية كادت أن تظفر به عندما كان المقاتلون الأكراد يتقدمون نحو مدينة الموصل.
المعطيات التي جاء بها مقال "الغارديان" توضح كيف أن من وصفتهم بـ"الجواسيس" يلاحقون البغدادي ليلا ونهارا، "ويبقى معرضا للخطر رغم الدائرة الأمنية المحيطة به"، ليضيف المصدر الصحافي أن المعلومات التي جمعت من المحاولات الفاشلة في القبض على البغدادي أسهمت في تكوين صورة عن تحركاته، على أنه يبقى "مثل باقي قيادة التنظيم"؛ في حين أن التحالف الدولي، بقيادة واشنطن، ينتظر أخطاء في انضباط الحراس للقضاء عليه كما حصل مع قادة كبار في التنظيم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الأشعارات
هنا تقوم بوضع الأشعارات
حسناً